شرح و تفسیر الأقسام

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
لماذا القسم باللیل والنهار؟ الحکمة فی الانقطاع المؤقت للوحی


(والضّحى) وهو أوّل قسم فی هذه السورة، والضحى لا یعنی النهار، بل قسم منه وهو عندما تطلع الشمس وترتفع قلیلاً بحیث یغطی ضیاؤها الأرض، أی بعد ساعتین أو ثلاث ساعات بعد طلوع الشمس.
(وَاللَّیْلِ إِذَا سَجَى) وهنا لیس القسم بجمیع اللیل، بل قسم منه وذلک عندما یغطی الظلام جمیع الکرة الأرضیة وبتبعه یحصل الهدوء لدى الناس.
«سجى» من مادة «سجو» ولها معنیان: 1. الهدوء. 2. السعة والانتشار، وهذان المعنیان متلازمان، فعندما یتسع الظلام ویغطی جمیع الأرض یتحقّق الهدوء ویسود السکون.
سؤال: لماذا أقسم الله تعالى ببعض النهار وبعض اللیل؟
الجواب: لأنّ اللیل والنهار نعمتان إلهیتان، ولو عدم کلّ واحد منهما فإنّ الحیاة على الأرض ستکون مستحیلة، فلو استمرّ النهار لعدّة أیّام متوالیة ولم یحدث لیل فإنّ جمیع الکائنات الحیّة ستهلک من شدّة الحرارة، وإذا استمرّ اللیل لعدّة أیّام بدون أن یتخلله النهار فإنّ جمیع الکائنات الحیّة ستتجمد من البرد وتهلک.
وکما تقدّم سابقاً أنّ النهار على سطح القمر یعادل أربعة عشر یوماً من أیّام الأرض، وکذلک اللیل هناک حیث یعادل أربعة عشر یوماً فی الأرض، أی أنّ کلّ یوم کامل بلیله ونهاره فی القمر یعادل شهراً واحداً على الأرض، ومن هنا کان النصف اللیلی من القمر بارداً جدّاً حیث یتجمد کلّ شیء هناک، وفی النصف النهاری من القمر یکون کلّ شیء فی حالة غلیان من شدّة الحرارة.
ویشیر الله تعالى إلى هاتین النعمتین الکبیرتین فی قوله:
(قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَیْکُمُ اللَّیْلَ سَرْمَداً إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَیْرُ اللهِ یَأْتِیکُمْ بِضِیَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَیْکُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَیْرُ اللهِ یَأْتِیکُمْ بِلَیْل تَسْکُنُونَ فِیهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْکُنُوا فِیهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)(1).
والخلاصة أنّ اللیل والنهار نعمتان إلهیتان عظیمتان، ولکنّ کمال النهار فی وقت الضحى کما ورد فی سورة الضحى، لأنّ الأجواء بعد ساعتین أو ثلاث من طلوع الشمس جیّدة من جمیع النواحی، فأشعة الشمس منتشرة على الأرض کافة وحرارة الجوّ متعادلة وتصل إلى جمیع الأحیاء بشکل معتدل، وفی الشتاء فإنّ وقت الضحى یخفّف من برودة الجوّ فی ذلک الوقت، وفی الصیف فالحرارة فی ذلک الوقت مناسبة وقابلة للتحمّل، کما أنّ اللیل یصل إلى ذروة کماله بعد ساعتین أو ثلاث من ابتداءه، حیث یغطی الظلام جمیع المناطق، وتدریجیاً تخفت الأصوات وتهدأ النشاطات الیومیة للناس، وینقطع الذهاب والأیاب ویحلّ السکون والهدوء بشکل کامل فی تلک الأجواء تمهیداً لاستراحة الناس.
 


(1) . سورة القصص، الآیات 71 ـ 73.

 

لماذا القسم باللیل والنهار؟ الحکمة فی الانقطاع المؤقت للوحی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma