تسویلات شیاطین العصر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
المعصیة فی ثوب العبادة! تسویلات شیطانیة


وأحد الکلمات الجذابة والجمیلة کلمة «الحریة» فلا أحد من البشر یؤید الأسر والسجن وتقیید الحریات، ولذلک تقوم الشیاطین بتزیین الکثیر من الأعمال القبیحة بذریعة الحریة وسوق الناس إلى مستنقع المحرمات بهذه الحجّة.
وربّما یصدر هذا العمل من التزیین بواسطة الشیطان أو هوى النفس أو بالتعاون فیما بینهما، فأتباع الهوى قرروا إمضاء معاهدة (إزالة اشکال التمییز بین الرجال والنساء) والتی تتضمن قوانین وأحکاماً خاصّة، وهذا الاسم أو هذه العبارة لفتت أنظار الجمیع إلیها، ولکن عندما تقرؤون فحوى هذه اللائحة سترون أنّ النساء وفی إطار مفهوم الحریة یذهبنَ إلى الفحشاء والفساد، وللأسف فإنّ بعض بلدان الجوار، ومن أجل أن ینضموا إلى بعض التشکیلات الغربیة والمنظمات الاوربیة اضطروا لإمضاء هذه اللائحة وعملوا على إشاعة الفحشاء والفساد فی بلداهم وبأیدیهم. أجل فإنّ الشیطان وهوى النفس یزینان للإنسان الفحشاء والتحلل الأخلاقی بلباس الحریة، ویدعوان الناس إلى سلوک خط الانحراف والباطل باسم الحریة، ولکن هذه لیست حریة بل هی عین الوقوع فی أسر الأهواء وسجن الشهوات وإن کانت باسم جمیل جذّاب.
إنّ تسویلات الشیطان أحیاناً تکون من الشدّة بدرجة أنّ نواب المجالس التشریعیة لبعض الدول یقرّرون قانون المثلیة ویبیحونها للناس، حتى إذا واجه هؤلاء المثلیون بعض المعترضین علیهم فإنّ القانون سیحاکم ویعاقب هؤلاء المعترضین.
إنّ الحریة إنّما تکون مطلوبة ومحبّذة فیما إذا قادت الإنسان فی خط السعادة والفلاح، وإلاّ فإن الحریة المنفلتة والتی لا تتضمن سعادة الناس ولا تنفعهم فی سلوک طریق الفضیلة بل تؤدی بهم للسقوط فی فخ الرذیلة ومستنقع الخطیئة، فلا ینبغی التمسک بها، ولا ینبغی ترک الناس یسقطون فی هوة الذنوب والخطایا بذریعة الحریة، إنّ الحریة لابدّ لها من إطار وحدود، لأنّ حریة الإنسان تختلف عن حریة الحیوانات فی الغابة.
ومن جملة الکلمات البراقة والألفاظ الجمیلة الأخرى (التمدن والتحضر) وفی مقابلها (التوحش والبربریة) فلا أحد من الناس یخالف التمدن ویعترض علیه، ولکن للأسف الشدید نرى فی عالمنا المعاصر أنّ المدّعین للتمدن والتحضر هم أکثر الناس وحشیة وبربریة، وکأنّهم سبقوا الجمیع للتوغل فی وادی التوحش.
ومن الکلمات الجمیلة «التفکیر بالمستقبل» فالشیطان یضع البخل فی لفافة من هذه الکلمة الجمیلة ویخدع البخیل بها بذریعة أنّک لاینبغی أن تتحرک على مستوى الإنفاق وبذل المال للفقراء والمحتاجین لأنّ ذلک یتقاطع مع مستقبل أهلک وأطفالک.
الأشخاص الجبناء بدورهم یعملون على تغطیة هذه الرذیلة بظاهر براق یدعى بـ «الاحتیاط»، فیقول الشیطان لهؤلاء «لا ینبغی للإنسان أن یوقع نفسه فی الهلکة»، أجل فالشیطان یزین «الجبن» بثیاب «الاحتیاط».
عندما کان العرب فی الجاهلیة یدفنون بناتهم أحیاء فی التراب، ومن أجل التغطیة على صیحات الوجدان وخنق أنفاس الضمیر وتکمیم أفواه المعترضین فإنّهم یزینون عملهم هذا بکلمة «الغیرة» فکانوا یقولون إنّ بناتنا تعرضت للأسر فی الحرب الفلانیة، وبعد أن انتهت الحرب ووقعت الهدنة والصلح بین الطرفین طالبنا ببناتنا الأسیرات، فرأینا أنّهنّ قد تزوجن من أعدائنا وولدن لهم أولاداً، ولذلک لم یقبلن بالعودة إلینا وقد أصبحنا مورد استهزاء الناس وسخریة القبائل العربیة، ولهذا السبب ومن أجل أن لا تقع بناتنا أسرى بید الأعداء فإننا نقوم بدفنهن أحیاء.
أجل! هؤلاء ارتکبوا، تحت مظلّة الغیرة والدفاع عن الشرف، أشنع الجرائم فی حق الإنسان والکرامة والشرف.
 

المعصیة فی ثوب العبادة! تسویلات شیطانیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma