أ) العلاقة بین الحروف المقطّعة والأقسام

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
ب) الصفات الأربع للقرآن الکریم وهنا ثلاثة أمور:


نحن نلاحظ فی جمیع هذه السور الأربعة المذکورة والتی ورد القسم بها بالقرآن الکریم أنّها تبتدیء بالحروف المقطّعة. والسؤال هو: ما العلاقة بین أقسام القرآن وهذه الحروف المقطّعة؟
وفی مقام الجواب عن هذا السؤال لابدّ فی البدایة من تقدیم بعض التوضیح حول الحروف المقطّعة، وقد ذکر العلماء والمفسّرون، أقوالاً ونظریات مختلفة بالنسبة للمراد من الحروف المقطّعة، وأفضل ما ذکر من تفسیر هذه الحروف کالتالی:
إنّ الله تبارک وتعالى قدّم القرآن الکریم للناس بوصفه معجزة لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)، ونعلم أنّ القرآن الکریم یتضمن جمیع ما یحتاجه البشر إلى یوم القیامة، والباری تعالى بهذه الحروف المقطّعة الواردة فی مطلع 29سورة من سور القرآن(1)، یرید إفهام المخاطبین أنّ معجزة الإسلام أی القرآن یتشکل من هذه الحروف العربیة (حروف ألفباء). وبالرغم من أنّ القرآن الکریم یتشکل من هذه لحروف البسیطة فهو معجزة خالدة لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)، وهذا یشیر إلى عظمة الخالق جلّ وعلا، کما رأینا مثل هذا الابداع والروعة فی خلق الإنسان.
الإنسان أشرف مخلوقات عالم الوجود، وقد سخّر الله له جمیع موجودات العالم بواسطة القدرة التی منحه الله إیّاها وجعلها فی خدمته، ولم یکتف هذا الإنسان بتسخیر الکرة الأرضیة بل توصل إلى أعماق البحار وصعد إلى الکرات السماویة کالقمر، ولکن المواد الأولیة التی یتشکل منها هذا المخلوق بسیطة جدّاً.
حیث یتشکل 43 بدنه من الماء (کما أنّ 43 الکرة الأرضیة، و43 الفواکه والخضروات التی تعتبر الغذاء الأصلی للإنسان تتشکل من الماء) والباقی، أی 25% من بدن الإنسان یتشکل من الأمور التالیة:
1. مقدار من الکالسیوم الذی ربّما یبلغ مقداره 2 إلى 3 کیلو غرام.
2. مقدار من الحدید، ویبلغ مقدار الحدید فی جسم الإنسان بمقدار مسمار متوسط تقریباً.
3. بعض الدهنیات بمقدار أقل من کیلو غرام.
وهکذا نرى أنّ الله تعالى خلق ذلک المقدار من الماء مع هذه المواد الثلاثة وأبدع منها هذا المخلوق العجیب، وهذه القدرة المذهلة والفن العجیب یختص بالله تعالى بحیث یخلق مثل هذا الکائن العجیب من تلک المواد البسیطة.
أجل، فکما أنّ الله تعالى خلق مخلوقاً عجیباً کالإنسان فی عالم التکوین من مواد بسیطة، فکذلک فی عالم التشریع أیضاً خلق کتاباً قیماً وعظیماً من مواد بسیطة أی من حروف ألف باء بحیث لا یتمکن أی إنسان من الإتیان بمثله بل الإتیان بسورة واحدة من سوره.
وهذا التفسیر یعتبر من أفضل ما قیل فی تفسیر الحروف المقطّعة وقد أشار إلیه الإمام زین العابدین(علیه السلام)والإمام الرضا(علیه السلام)فیما ورد عنهما من روایات(2).
ومع الالتفات إلى هذا التفسیر للحروف المقطّعة، تتبیّن العلاقة بین القسم بالقرآن والحروف المقطّعة فی مطلع هذه السور الأربع مورد البحث، فإنّ الله تعالى ومن خلال قسمه بالقرآن یرید إلفات نظر المخاطبین إلى هذه الحقیقة الحاسمة، وهی أنّ القرآن مع کل ما فیه من عظمة وروعة فإنّه یتشکل من هذه الحروف البسیطة.
 


(1) . السور المذکورة کالتالی:
1. البقرة، 2. آل عمران، 3. الاعراف، 4. یونس، 5. هود، 6. یوسف، 7. الرعد، 8. إبراهیم، 9. الحجر، 10. مریم، 11. طه، 12. الشعراء، 13. النمل، 14. القصص، 15. العنکبوت، 16. الروم، 17. لقمان، 18. السجدة، 19. یس، 20. ص، 21. غافر، 22. فصّلت، 23. الشورى، 24. الزخرف، 25. الدخان، 26. الجاثیة، 27. الاحقاف، 28. ق، 29. القلم.
(2) . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة 1 من سورة البقرة.
ب) الصفات الأربع للقرآن الکریم وهنا ثلاثة أمور:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma