الروایات الدالّة على عدم اعتبار اتّحاد الفحل وجوابها

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-2
حول مختار الطبرسی فی المقام الأخبار الخاصّة الدالّة على اعتبار اتّحاد الفحل


الروایات الدالّة على عدم اعتبار اتّحاد الفحل وجوابها
وهناک روایات معارضة لما ذکرنا:
منها: ما عن أبی بصیر، عن أبی عبدالله(علیه السلام): فی رجل تزوّج امرأة، فولدت منه جاریة، ثمّ ماتت المرأة، فتزوّج اُخرى، فولدت منه ولداً، ثمّ إنّها أرضعت من لبنها غلاماً، أیحلّ لذلک الغلام الذی أرضعته أن یتزوّج ابنة المرأة التی کانت تحت الرجل قبل المرأة الأخیرة؟ فقال: «ما اُحبّ أن یتزوّج ابنة فحل قد رضع من لبنه»(1).
ومنها: ما عن الحلبی، قال: قلت لأبی عبدالله(علیه السلام): اُمّ ولد رجل أرضعت صبیّاً، وله ابنة من غیرها، أیحلّ لذلک الصبیّ هذه الابنة؟ قال: «ما اُحبّ أن أتزوّج ابنة رجل قد رضعت من لبن ولده»(2).
ومنها: ما عن محمّد بن عبیدة الهمدانی ـ فی حدیث ـ قال: فقال أبوالحسن(علیه السلام):«... فما بال الرضاع یحرّم من قبل الفحل، ولا یحرّم من قِبَل الاُمّهات؟! وإنّما الرضاع من قبل الاُمّهات; وإن کان لبن الفحل أیضاً یحرّم»(3).
ومنها: ما عن بسطام، عن أبی الحسن(علیه السلام) قال: «لا یحرم من الرضاع إلاّ الذی ارتضع منه»(4).
ومنها: ما عن عبدالله بن أبان الزیّات، عن أبی الحسن الرضا(علیه السلام) قال: سألته عن رجل تزوّج ابنة عمّه، وقد أرضعته اُمّ ولد جدّه، هل تحرم على الغلام؟ قال:«لا»(5).
ولکن هذه الروایات المعارضة، غیر خالیة من القصور فی نفسها، فکیف بمقام التعارض مع الطائفة الاُولى التی هی مستفیضة، وفیها صحاح، وظاهرة أو صریحة فی المدّعى؟! لأنّ روایتین منها معتبرتان من حیث السند، ولکن دلالتهما ضعیفة; فإنّ استعمال: «ما اُحبّ» فی الحرمة غیر بعید; کقول إبراهیم(علیه السلام): (لاَ اُحِبُّ الاْفِلِینَ)(6)، وقوله تعالى حکایة عن صالح(علیه السلام): (وَلَکِن لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِینَ)(7)، وقوله تعالى: (وَاللهُ لاَ یُحِبُّ الْفَسَادَ)(8)، وقوله تعالى: (وَاللهُ لاَ یُحِبُّ الظَّالِمِینَ)(9)، وقوله تعالى: (إنَّ اللهَ لاَ یُحِبُّ الْخَائِنِینَ)(10)... إلى غیر ذلک ممّا هو کثیر فی القرآن المجید، وکلّها شاهدة على استعمال نفی الحبّ فی موارد الحرمة.
وإحدى الروایات الثلاث الباقیة مبهمة، واثنتان منها ضعیفتان بحسب السند، وقد أعرض الأصحاب عنها، و کفى بذلک فی سقوطها عن الحجّیة; لو کانت حجّة.
ولو فرض التعارض بینهما، فلا ینبغی الشکّ فی تقدیم الطائفة الاُولى، بمقتضى الجمع الدلالی; لکونها أکثر وأظهر وأصرح فی مقابل الطائفة الثانیة التی لها ظهور ضعیف، کما عرفت.
ولو فرض عدم الجمع الدلالی، تصل النوبة إلى إعمال المرجّحات، والثانیة وإن کانت موافقة لظاهر کتاب الله; لإطلاق قوله تعالى: (وَأَخَوَاتُکُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ)ولکنّ الاُولى موافقة للشهرة، ومخالفة للعامّة، وهذان المرجّحان أقوى. المراد بلبن الفحل


(1). وسائل الشیعة 20 : 389، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 5.
(2). وسائل الشیعة 20 : 390، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 8.
(3). وسائل الشیعة 20 : 391، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 9.
(4). وسائل الشیعة 20 : 392، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث11.
(5). وسائل الشیعة 20 : 392، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث12.
(6). الأنعام (6): 76.
(7). الأعراف (7): 79.
(8). البقرة (2): 205.
(9). آل عمران (3): 57.
(10). الأنفال (8): 58.

 

حول مختار الطبرسی فی المقام الأخبار الخاصّة الدالّة على اعتبار اتّحاد الفحل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma