سماحته یسلط الضوء على الرؤیة الاسلامیة للصلح

سماحته یسلط الضوء على الرؤیة الاسلامیة للصلح


واصل سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی  محاضراته الیومیة فی حرم السیدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) بمناسبة شهر رمضان المبارک ، وفی الیوم الخامس عشر منه وفی ذکرى ولادة سبط رسول الله (ص) الامام الحسن المجتبى (علیه السلام) ، تناول سماحته الحدیث عن الصلح وأبعاده فی النظام الاسلامی .‌

ففی هذه المناسبة السعیدة وبعد أن أمّ سماحته حشود المؤمنین فی قاعة الامام الخمینی (ره) التابعة لضریح السیدة المعصومة (علیها السلام) لصلاتی الظهر والعصر ، بارک للمسلمین ذکرى ولادة ابن بنت النبی (ص) باعتباره بطلاً للصلح والسلام ، وقال : إن للصلح منزلةً رفیعةً فی الاسلام ، والحرب مناقضة لهذا الأصل الاسلامی .

وتابع : الاسلام یقبل الحرب طالما کانت فی الاطار الدفاعی ؛ لأنها تخلّف خسائر فادحة دائماً ، وتستمر آثارها الى أمدٍ طویلٍ .

وأشار سماحته الى آیاتٍ من الذکر الحکیم تتحدث عن الصلح وقال : على المسلمین أن یقبلوا بالصلح بحذر ؛ فقد یجعله الأعداء وسیلةً للهیمنة على رقاب المسلمین .

وأضاف : اذا ما نادى العدو بالصلح فعلى المسلمین أن یبادروا الى قبوله بفطنةٍ وحذرٍ ؛ ولا ینبغی أن یجهزوا على مجروحٍ للعدو ، ولا أن یصرّوا على مواصلة الحرب بذریعة الحصول على غنائم .

وقال سماحته : الجنة التی وُعد بها المسلمون إنما هی محلّ للصلح والمودة ، ولا وجود للحقد والضغینة فیها ؛ وهذا هو الأساس الراسخ للاسلام .

ثم أکد سماحته أن الامام الحسن المجتبى (علیه السلام) هو المنادی الکبیر بالصلح والسلام ، وأضاف : صالح الامام الحسن (علیه السلام) فی زمنٍ یعلم أن المسلمین سیخذلونه . غیر أن هذا الصلح کان الممهّد لنهضة عاشوارء والثورات التی أعقبتها .

وشدد سماحته على أن "المسلمین سینتصرون انتصاراً حقیقیاً فی الحرب اذا ما حافظوا على القیم الجهادیة ؛ لأنه لا قیمة للانتصار مع انتهاک القیم الالهیة والانسانیة". 

الى ذلک وجه سماحته انتقاداً لاذعاً للتفجیرات الدمویة والانتحاریین فی العراق وباقی الدول الاسلامیة قائلاً : یقتل فی هذه الانفجارات أعداد کبیرة من الأبریاء ، والاسلام وضع قوانین للحرب تقضی بعد التعرض للنساء والأطفال والمدنیین العزّل ، بل حتى الحیوانات والنباتات .

الوسوم :
captcha