البلدان الإسلامية تتعرض للتدمير واحدة تلو الأخرى على أيدي المسلمين

البلدان الإسلامية تتعرض للتدمير واحدة تلو الأخرى على أيدي المسلمين


نحن أمام بدعة غريبة ظهرت في العصر الراهن حيث تسمح الدول لنفسها أن تتدخل عسكرياً في البلدان الأخرى عندما لا يعجبها الوضع في بلد ما، وذلك من دون أي قرار وترخيص دولي؛ وكل العجب لهذه الدنيا التي غدت غير آمنة بسبب سياساتهم.‌

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مرة أخرى بدأ تدمير بلد آخر من البلدان الإسلامية، أي اليمن، على أيدي المسلمين وبأموالهم، بعد أن تمّ تدمير ليبيا وسوريا وأجزاء كبيرة من العراق ـ هذا الدمار الذي لن يُعاد اعماره لعشرات السنوات ـ وقد حان اليوم دور اليمن، أما غداً، فالدور سيأتي على الدول التي تعمل حالياً على تدمير البلدان الأخرى!

لقد خططت القوى الاستكبارية ـ التي ترى الإسلام القوي بأنه يشكل عقبة كبرى أمام مصالحها اللامشروعة ـ لهذا المشروع الغريب والمحيّر وغير المسبوق، لتتفرج على المسلمين وتألّب بعضهم على البعض الآخر، وتدمّر بلدانهم بأيديهم، وتقضي على هذا المدّ العظيم.

والغريب أن أسرائيل، العدوّ اللدود للإسلام والمسلمين تعلن عن دعمها لهذا العدوان وتبدي صراحة استعدادها للتعاون معه ودعمه.

والأسوأ من كل ذلك، هو أنّ المحافل الدولية لم تتخذ قراراً صائباً تجاه ما يجري أو تتعرض له الدول الإسلامية من عدوان وتدمير، بل صبّت الزيت على النار من خلال صمتها أو مواقفها المتذبذبة.

الحقيقة هي أنه لم يبق من شجرة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تبدو في الظاهر قوية متينة سوى بعض الأغصان اليابسة التي لا تنفع إلا لتكون حطباً يحرق.

ومن جهة أخرى فإن الجامعة العربية التي كان الهدف من وراء تأسيسها هو الدفاع عن حقوق الدول العربية، تشعل فتيل هذه النار وتشجّع الدول الإسلامية على تدمير بعضها البعض الآخر.

ومما يؤسف أكثر من كلّ ذلك، هو أن دار الافتاء في الحجاز ـ الذي عقد قبل أيام مؤتمراً حرّم فيه بشكل قاطع اراقة دماء المسلمين ـ يصرّح أن العدوان السعودي على الشعب اليمني قرار حكيم، وله مبرراته الشرعية.

في حين اذا تمعنا في الشأن اليمني تصبح الصورة واضحة، فقد ثار معظم الشعب اليمني على حكومته الفاسدة، مما دعى رئيس الجمهورية الهروب واللجوء إلى بلد آخر، يا ترى هل هناك من قرار أكثر حكمة يدعوا إلى تقديم العون للثوار كي يستعيدوا استقرار بلدهم، ويحلّوا اختلافاتهم الداخلية ـ إن وجدت ـ من خلال الحوار؟!

نحن أمام بدعة غريبة ظهرت في العصر الراهن حيث تسمح الدول لنفسها أن تتدخل عسكرياً في البلدان الأخرى عندما لا يعجبها الوضع في بلد ما، وذلك من دون أي قرار وترخيص دولي؛ وكل العجب لهذه الدنيا التي غدت غير آمنة بسبب سياساتهم.

والأغرب من كلّ ذلك هو أن اسرائيل تحتل منذ أكثر من 50 عاماً جزءاً مهماً وحساساً من العالم الإسلامي، ولكننا لم نَرَ أيّ تحرك من دول التحالف المزعوم ضد هذا الكيان الغاصب، وكما قال المجاهد الشجاع وأمين عام حزب الله اللبناني فإن هذه الدول لم تحرك حتى نسمة حزم؛ مع أنها اليوم تتحدث عن عاصفة تحرّك خيوطها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل.  

ليعلم حكام السعودية ان عدم اطفاء هذه النار سيؤدي إلى انتصار الثوار اليمنيين على الأرجح أو لا، أن أتون هذه الحرب ستسمر لسنوات وتلحق الدمار بكلا البلدين معاً.

ومن الجدير أن تعيد هذه الدول حساباتها فوراً وعاجلاً، فإيقاف الضرر متى ما كان فيه منفعة.

والسلام على من اتبع الهدى

الوسوم :
captcha