سماحة المرجع یصدر بیان إدانة لفتوى عدد من علماء الوهابیة حول هدم المراقد المقدسة

سماحة المرجع یصدر بیان إدانة لفتوى عدد من علماء الوهابیة حول هدم المراقد المقدسة


أصدر سماحة المرجع الدینی مکارم الشیرازی بیاناً شجب فیه بشدة الفتوی التی نشرها بعض أشباه العلما‍‍ء من الوهابیین وعملاء الاستکبار العالمی القاضیة‌ بوجوب تهدیم المراقد المقدسة وقتل المسلمین ،مؤکداً أن قتل المسلمین ذنب لا یغتفر . وفیما یلی نصّ هذا البیان :‌

بسم الله الرحمن الرحیم

نحن إذ ندین بشدة الفتوی العجیبة والبشعة لثلة من علماء الوهابیة السعودیین حول هدم المراقد المقدسة للأئمة الأطهار ،خاصة‌الحرم الحسینی المقدس ، نعتبر ذلک نوعاً من الفوضی العارمة التی تجتاح العالم الراهن .

إننا نلقی باللائمة علی الحکومة السعودیة ؛ فکیف تسمح لفئة من أتباعها بإصدار فتاوى تحرّض على القتل والاغتیال وإراقة الدماء وإشاعة الدمار وزعزعة الأمن فی العالم ؟

على العالم أن یعلم أنه طالما استمرت الحکومة السعودیة بمدّ  ودعم هذه المدارس الخاصة التی تعدّ بؤرةً لهذه الأفکار فلن یهدأ بال العالم قطّ . فیوماً نرى القتل والمجازر للأبریاء فی أفغانستان وآخر فی باکستان واسلام آباد وآخر فی لبنان وآخر فی أوربا ، بالاضافة الى ما نشهده کل یوم فی العراق . ألا یعد التحریض على قتل الأبریاء کما یحصل یومیاً والافتاء بهدم الأماکن المقدسة جریمة من وجهة نظر القانون الدولی ؟ ثم إن حکوماتهم لا تلاحقهم ! لماذا إذاً لا تدین الأوساط الدولیة ذلک ولا تتعقب المسؤولین عنه ؟ ولماذا یلوذ الأمین العام للأمم المتحدة بالصمت ؟ 

إن کان ساسة البیت الأبیض والصهاینة یحسبون أنهم یستطیعون نیل أهدافهم عبر تسخیر هذه الفئة الضالة فهم مخطؤون لا محالة ؛ إذ أن ذلک یشبه تربیة الأفعى فی البیت ، فقد تعرضوا وسوف یتعرضون لصفعات من هؤلاء المنحرفین .

لا شک ولا ریب أنهم سیملؤون العالم بالفوضى والفلتان الأمنی کما هو دیدنهم ، ومصدر کل ذلک المدارس الخاصة المتواجدة فی السعودیة ومنها الى أفغانستان وباکستان ولبنان والعراق وباقی أنحاء العالم ؛ وعلیه لا بد من تحمیل المسؤولیة المباشرة لهذه التحرکات للحکومة السعودیة .

یجب أولاً مطالبتهم باجراء لقاءات حواریة بین ما یسمى بعلماء الوهابیة وباقی علماء المسلمین لتوجیههم الى أخطائهم وفقاً لکتاب الله وسنة نبیه الکریم (ص) ، ونحن بدورنا مستعدون للحوار الصریح مع هؤلاء القوم بالمنطق الصحیح والمناسب . وإن لم یتسنّ ذلک فینبغی إدانة السعودیة من قبل الأمم المتحدة ومن ثم محاصرتها سیاسیاً واقتصادیاً وممارسة شتى الضغوط علیها من قبیل مقاطعة الدول لها وإعادة النظر فی علاقاتها معها ؛ لأنها تمثل بؤرة للتوترات فی العالم ( مع العلم أن هذا الحکم لا یشمل الوهابیین المعتدلین ).

ثم لدینا کلام وعتب مع علماء الاسلام  : حتى متى والى متى یلوذون بصمتهم والاسلام یتعرض الى هجمة شرسة ویوصف بدین العنف ؟ وإلامَ السکوت والاسلام یتعرض للتشویه بکل ما یمتلک من معارف وثقافة غنیة وتعالیم قیمة ؟ ألم یحن الوقت لاجتماع علماء الاسلام لمناقشة وحلّ هذا الموضوع .

إن کان البعض یتصور أن هدف هؤلاء هو الشیعة فقط فان أحداث اسلام آباد وأفغانستان وشمال لبنان أثبتت بما فیه الکفایة أنهم لا یفرقون بین الشیعة والسنة , وعلینا أن نخشى من الیوم الذی لا یمیز فیه العالم بین الاسلام والارهاب !

ولدینا کلام مع حکومتنا أیضاً : نحن نتمتع بعلاقات طیبة مع السعودیة ولا بد أن تکون علاقتنا کذلک ، لکن حتى متى علینا أن ندفع ثمن هذه العلاقات الطیبة ؟ إنهم ینالون من الشیعة فی البقیع ، ویهینون ضیوف الرحمن فی مسجد النبی (ص)  ، ویجبرون الزائرین على اقتناء کتب تحوی مختلف التهم والافتراءات والزیف على المذهب الشیعی والمقدسات الاسلامیة ، وکل یوم یقتل عدد کبیر من اخواننا وأخواتنا فی العراق بفتوى هؤلاء وعملائهم ، وهدموا المراقد المقدسة لأئمتنا فی سامراء ، أیجب أن نتحمل کل ذلک ونسکت ؟ لقد طفح الکیل وبلغ السیل الزبى ، والناس ینتظرون اجراءات مجدیة . نحن نطمح الى استتباب الأمن فی العالم أجمع لا فی العراق فقط ، بید أن مواصلة هذا النهج لا یجلب السلام والأمن الى أی نقطة فی العالم ، إن إظهار المودة الى هذه الحکومة له حدود ، نسأل الله تعالى أن یهدی الجمیع الى الجادة الصواب والطریق المستقیم .

 

22یولیو/ تموز 2007م

الوسوم :
captcha